رسالة حب وصلت إلي شواطئنا
جاء في صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية خبر يثبت أن المشاعر الإنسانية تستطيع تحدي الاحتلال و القهر و الظلم و الانقسامات السياسية و الجغرافية، و بالرغم من بساطة الخبر إلا انه يجذب الانتباه.
ففي مدينة اشكلون الاسرائلية الواقعة بالقرب من قطاع غزة علي شاطئ البحر الأبيض المتوسط وجد بعض الأشخاص زجاجة طافية فوق مياه البحر، بها رسالة كتبها شاب فلسطيني إلي محبوبته.
و تعتبر هذه الرسالة الغرامية التي وصلت إلي الشواطئ الإسرائيلية من أكبر القصص الدرامية التي تحدث في هذا الزمان؛ فهي كناية عن الضمير الإنساني الذي غاب. فقد اجتازت هذه الرسالة الحدود و الأمواج العالية و الدبابات و وصلت إلي الجانب الآخر؛ فيا تري ماذا فكر الناس عندما وجدوا هذه الرسالة الذي عبر فيها العاشق عن مشاعره الحبيسة داخل قلبه و سلمها أمانة إلي البحر؟ هل تعجبوا من الإفصاح عن هذا العشق رغم الحصار و الجوع؟
عندما قرأت هذا الخبر تذكرت الأبيات الشعرية التي كتبها الشاعر التركي عثمان ساري و التي مطلعها:
“و صلت إلي شواطئنا جثث إخواننا الذين استشهدوا عام 1967
و نحن ولدنا هنا كي نعيش
قلنا الأرض قبل كل شئ و لو كانت صحاري
ثم قلنا دولة و لو كانت عسيرة
قلنا الحرب و لو بذلنا أرواحنا”
يعتبر هذا الشعر من أفضل نماذج الشعر التركي الحديث، الذي نشرته مجلة “الأدب” في الكتاب الصغير. فهل يتذكر اليوم أي منا هذا الشعر الجميل الذي يوقد في داخلنا المشاعر و يهز الأحاسيس الجميلة؟
فهؤلاء الذين أرسلوا جثث شهدائهم إلي شواطئنا في الماضي، يرسلون الآن إلينا مشاعرهم الإنسانية و لا ينظرون إلي أي شاطئ وصلت. فهذه الرسالة تحمل الكثير من المشاعر للعشاق، و هي بمثابة إنذار لنا كي نعيد النظر في مشاعرنا لإنسانية.
تعيش فلسطين الآن أوقات درامية عصيبة؛ فالمئات في غزة يصارعون الموت. و في ظل هذه الأوضاع الصعبة استطاع عاشق فلسطيني من غزة أن يدعو الناس إلي مراجعة أحاسيسهم الإنسانية. فهذه الرسالة أمل لسكان قطاع غزة المحاصرين، فكما يقول فضولي: “لم يبق في العالم سوي العشق”.
إن هذه الرسالة دليل واضح علي أن الحب باق و ساكن في قلوب الناس، و ربما لم يبق سواه.
ترجمة: فاطمة ابرهيم المنوفي
lgili YazlarArabiyah
Editr emreakif on November 30, 2008